الجهاد الأصغر___

من طرف Tigresse الأربعاء سبتمبر 28, 2011 4:46 pm

الجهاد الأصغر

الحمد لله ذي الطَوْلِ والنَّعْماءِ, والصلاةُ والسلامُ على خاتَمِ الرُسُـلِ والأنبياء, سيدَنا محمد , وعلى صحابتِه الكرامِ ـ الخُلَّصِ النُجباء, وعلى أهله: أزواجِه الطاهرات الزاكيات, أمهات المؤمنين والمؤمنات, وعلى من تبعهم بإحسانٍ ـ من أئمة الصدق العاملين العلماء, وعلى عامة المسلمين الأتقياء, إنه سميع الدعاء. وبعد؛

· ـ حديث (رجعنا من الجهاد الأصغر) لم نجده في الكتب التسعة وهي: صحيحا البخاري ومسلم وسنن الترمذي, النسائي, أبو داوود, ابن ماجة, ومسند أحمد, وموطأ مالك, وسنن الدارمي.

· ـ أما في المكتبة الألفية للسنة النبوية فقد وجدنا عشر نتائج كانت كلها بتواريخ بعد الـ/700/هـ, ما عدا تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ في 13/523 وهو أبكر النتائج التي حصلنا عليها. نورده:

» أخبرنا واصل بن حمزة في سنة خمسين وأربعمائة أخبرنا أبو سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن سليمان ببخارى حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي حاتم بن نعيم حدثنا أبي أخبرنا عيسى بن موسى عن الحسن هو بن هاشم عن يحيى بن أبي العلاء قال حدثنا ليث عن عطاء بن أبي رباح عن جابر

قال قدم النبي من غزاة له فقال لهم رسول الله قدمتم خير مقدم: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا وما الجهاد الأصغر يا رسول الله قال مجاهدة العبد هواه «.

ـ أما واصل بن حمزة فقد أورد أبو بكر البغدادي ترجمته في 13/523 من تاريخ بغداد كالتالي: (واصل بن حمزة بن علي بن احمد بن نصر أبو القاسم الصوفي البخاري قدم بغداد وحدث بها عن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد وأبي حامد احمد بن محمد الحافظ البخاريين كتبت عنه ولم يكن به بأس). فقط!

ـ ولم نجد ترجمة لواصل ـ (في عشرات كتب الرجال الأخرى من الموسوعة الألفية) ـ أستاذ البغدادي.

ويلاحظ أن المسافة الزمنية بين الراوي الأول: الصحابي جابر بن عبد الله (ت78هـ), وبين الراوي الأخير أبي بكر البغدادي (ـ463هـ) /385/سنة, لمسافة طويلة!!! وخلالها عشر رواة حمَّلوا الحديث لبعضهم, وتحملوه من بعضهم (أو عن بعضهم) عنعنة وإخباراً وتحديثاً, ولن تكون طويلة جداً إذا وُجِدَ للحديث طريقاً أو سنداً آخر.

إن انفراد البغدادي بحديث الجهاد الأصغر, كما نراه, ليس قبله من يرويه, يجعل في سنده إشارة استفهام كبيرة! إذ كلما قرب تدوين الرواية من عهد النبوة كلما كان احتمال صحته أكبر, وكلما ابتعدت الرواية عن عهد النبوة كلما كان احتمال الوضع أكبر.

ـ وبدراسة السند, بالاستعانة بـ(C.D.... صخر) وجدنا الملاحظات التالية:

1 ـ ليث؟ هناك ليثان يرويان عن عطاء وكلاهما لم يُحَمِّلا يحيى في التسعة!!

فأما الأول فهو ليث بن سعد بن عبد الرحمن (ت175هـ) ثقة, ثقة ـ بينه وبين عطاء (175 – 114 = 61 سنة) ولهذا كان بينه وبين عطاء راوٍ آخر.

وأما الثاني فهو ليث بن أبي زنيم, الكوفة, (ت148هـ) فلم يوثقَه أحدٌ, وقد اختلط جداً, ولم يتميز حديثه, فترك.

2 ـ من هو الحسن بن هاشم؟ لم نره في التسعة! ومن الطبيعي أن لا تجد في التسعة بقية الرواة لبعد الشقة الزمنية.

3 ـ حتى أننا لم نعثر على ترجمة لأستاذ البغدادي واصل بن حمزة في كتب تراجم الألفية !

ـ إن أول سند لحديث (الجهاد الأصغر) ظهر بعد/450/ سنة من وفاة الرسول في (تاريخ بغداد) فيه رواة لم نقف على تراجمهم, وفيه ليث, فإن كان بن زنيم فالحديث سقيم, لأن ابن زنيم تُرِكَ حديثه.

· ـ أما في برنامج المحدث الإليكتروني فقد وجدنا الكثير من النتائج التي لم تخرج عما ورد أعلاه, وأهم ما ورد فيه تصحيح السيوطي والحافظ العراقي والفتني والألباني للحديث: ضعيف.

نورد ما أورده السيوطي (ت849هـ) في زيادة الجامع الصغير:

{ » رَجَعْنَا مِنَ الْجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الأَكْبَرِ، قَالُوا وَمَا الْجِهَادُ الأَكْبَرُ؟ قَالَ جِهَادُ الْقَلْب «. قال الحافظ بن حجر في تسديد القوس: هو مشهور عَلَى الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة في السكنى للنسائي انتهى. }

وأقول أنا ظافر نحاس: وروى الخطيب في تاريخه من حديث جابر قال: "قَدِمَ النَّبيُّ مِنْ غَزَاةٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ النَّبيُّ : قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ، وَقَدِمْتُمْ مِنَ الْجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الأَكْبَرِ، قَالُوا: وَمَا الْجِهَادُ الأَكْبَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ مُجَاهَدَةُ الْعَبْدِ هَوَاهُ.‏

· ـ أما في المكتبة الشاملة فقد وجدنا الكثير من النتائج: /21/ نتيجة في التفاسير ما عدا الطبري والقرطبي و... وقد خلت كتب المتون وكتب علوم القرآن وكتب الأجزاء الحديثية من حديث الرجوع من الجهاد الأصغر (قيل غزوة تبوك) . . أما كتب التخريج فأهم نتيجة وجدناها هي في كتاب السلسلة الضعيفة للألباني 5/478 فقال عنه منكر, نورده: ...» رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر«. (منكر) وورد بلفظ: (قدمتم خير مقدم قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: مجاهدة العبد هواه). وسنده ضعيف ـ. وقد استنكر ابن تيمية في مجموع الفتاوي تسميته بالجهاد الأصغر. لأن جهاد الكفار من أعظم الأعمال بل هو أعظم ما تطوع له الإنسان).

الباحث في هلم الحديث النبوي

المهندس ظافر سعيد نحاس

دراسات إسلامية عليا

الجهاد الأصغر___ Gehad